📘 طريقي إلى أمستردام

✍️ رواية بقلم: فريد شقروني

الرواية بمعارض الكتاب لاربعة أعوام

“طريقي إلى أمستردام” ليست مجرد رحلة جغرافية، بل رحلة وجودية تمزج بين الحلم والانكسار، وبين دفء الروح وبرودة الغربة. يروي الكاتب فريد شقروني في هذه الرواية سيرة شاب عربي يُدعى هيثم، انطلق من مدينة العيون سيدي ملوك بشرق المغرب، حالمًا بأوروبا التي طالما رسمها خياله فردوسًا أرضيًا.

في موسكو، يدرس هيثم بالجامعة ويحمل بين يديه كتب الأكاديمية الروسية، طامحًا في مستقبل علمي مشرق. لكن الأقدار تقوده إلى إسبانيا، ليس إلى مدارج الجامعات، بل إلى حقول الأغنام، حيث يعمل راعياً في بيت ريفي بسيط، ويكتشف هناك دروسًا غير متوقعة عن الصبر، والعزلة، والعلاقة العميقة بين الإنسان والطبيعة.

مع كل تجربة، تتساقط أحلامه الوردية واحدة تلو الأخرى. بين حرارة مورسيا ولهيب العمل الزراعي، يواجه هشاشة الحلم الأوروبي حين يختبر الحياة كما لم تحكها له القصص أو الصور. وفي فرنسا، “بلاد الجن والملائكة” كما يُقال، لا يجد لا هذا ولا ذاك، بل صدمة جديدة.

وأخيرًا، يشق طريقه إلى هولندا، بلد الأبقار و”الزهور”، حيث تأخذه الأقدار إلى قصة حب مختلفة: يقع في حب شقراء هولندية فتُسلم على يديه، ويتزوجها. لكنه، وسط الزهور والألوان، يصطدم بطبائع وأعراف لم يكن يتخيلها.

🎭 ثيمات الرواية

• الاغتراب والهوية: كيف يعيش العربي الحالم حين يجد نفسه غريبًا عن اللغة، والثقافة، وحتى عن أحلامه؟

• نقد الواقع الأوروبي: تعرية الواقع خلف الصورة الاستهلاكية للغرب، بعيدًا عن السطحية والانبهار.

• التصالح الداخلي: رحلة هيثم من الاندفاع إلى التأمل، من الانبهار إلى النضج.

🖋️ أسلوب الكاتب

يتميز فريد شقروني في هذه الرواية بأسلوب سردي واقعي حميمي، ممتزج بالصور الشعرية والتأملات العميقة. الرواية تحفر في الذات دون أن تغفل عن تصوير الواقع، وتُجيد الموازنة بين التوثيق السيري والخيال الروائي.

يمكن للقارئ العزيز الاستماع الى الرواية بصوت المبدعة  هايدي عبد الرحمان

• الهجرة إلى أوروبا

• حلم الهجرة

• الغربة والهوية

• الاندماج الثقافي

• رواية عن الهجرة

• روايات عربية حديثة

• رواية عن الزواج المختلط

• أدب المهجر

• صدمة الواقع الأوروبي

• تجربة الاغتراب

• رواية واقعية

أماكن الأحداث:

• المغرب

• أمستردام

• فرنسا

• إسبانيا

• موسكو

• العيون سيدي ملوك

• مورسيا

شخصيات ومحاور إنسانية:

• الزواج بين الثقافات

🕊 تتمّة رواية: طريقي إلى أمستردام

بقلم: فريد شقروني

لم يكن الزواج من بياتريكس خاتمةً سعيدة كما في القصص، بل بداية فصل جديد، أكثر تعقيدًا وأشد وقعًا. ظنّ هيثم أنه أخيرًا وجد الوطن في قلب امرأة، لكن الأرض الغريبة لا تهبُ الهدوء بسهولة.

بياتريكس، الشقراء الهولندية ذات الروح المتمردة، وقعت في حب هيثم ببساطته، بسذاجته المحببة، ودفء حكايته القادمة من صحراء العيون. كانت تحب كيف يحوّل الحكايات العربية إلى أساطير نابضة بالحياة، كيف يصوغ من الغربة حنينا، ومن الحب وطنًا.

لكن المفاجأة الكبرى لم تكن في زفافهما، بل في رفض أهلها. كانت ابنتهما الوحيدة، وقد جلبت لهم “عريس الغفلة” من الجنوب المجهول. وصف الكاتب أهلها بـ”أعراب الأراضي المنخفضة” لما أظهروه من عنصرية باردة، مغلفة بابتسامات فاترة ومجاملات مسمومة. كانت تلك لحظة التصدع الأولى.

رُزق الزوجان بطفلة جمعت بين سمرة إفريقيا وشقرة الشمال الأوروبي، كأنها جسرٌ بشريّ بين عالمين. وأراد هيثم أن يسميها “ليلى” أو “مريم”، لكن بياتريكس أرادت “إيما” أو “روز”. احتدم الخلاف بينهما، ولبّى صوت العقل نداء التوازن: “سارة”، اسم توافقي لزوجة إبراهيم وأم إسحاق، يرضي المسلمين وأهل الكتاب معًا.

لكن الطمأنينة لم تدم. فمع الوقت، ظهرت الهوة بين الطبائع، والعادات، والرؤى. اختلفا في كل شيء: من تربية الطفلة، إلى العادات الغذائية، وحتى لغة الكلام. كانت بياتريكس تغرق في الفردانية الغربية، بينما كان هيثم يحلم بعائلة دافئة على طراز شرقيّ.

دخل الشك، ثم الملل، ثم البرود. ومع كل يوم، كان هيثم يشعر بالغربة تلتف حول عنقه من جديد، لكن هذه المرة لا في موسكو ولا مورسيا، بل داخل بيته.

وانتهى المطاف بأن عاد هيثم إلى المغرب، منهكًا، خاسرًا، حاملاً جراحه، وقد ترك وراءه ما هو أغلى من كل الأحلام: أولاده.

عاد، لكنه لم يعد كما كان. فقد أدرك أن الهجرة ليست مجرد تنقّل من بلد لآخر، بل اغتراب أعمق، اغتراب الذات في وجه عالم لا يعترف بالأحلام إلا إذا وُلِدت في خرائطه.

✨ ثيمات التتمة

• الزواج المختلط بين الشرق والغرب: كجسر هشّ سرعان ما تهدّه الفروقات الثقافية.

• الهوية والأبوة: كيف يُعاني الأب العربي في الغرب بين التقاليد وبين قوانين وأعراف لا تمنحه سلطة على أبنائه.

• الخذلان الذاتي والواقعي: صورة مأساوية للاندماج القسري وانكسار الحلم.