ذات صلة

جمع

رواية مسموعة صوتية عجمية بين العرب

معروضة بمعارض عربية كثيرة على مدى اربع سنوات على...

💫 رواية “بنت الزمان” – بقلم فريد محمد شقروني رواية مسموعة

     💫 رواية "بنت الزمان" – بقلم فريد محمد شقروني الجزء...

Avalanche (AVAX): منصة البلوكشين الثورية التي تهدف لإعادة تعريف عالم العقود الذكية

Avalanche (AVAX): منصة البلوكشين الثورية التي تهدف لإعادة تعريف...

💠 ما هي عملة SUI؟ كل ما تحتاج معرفته عن واحدة من أبرز مشاريع البلوكشين الجديدة

  في ظل التنافس الشرس بين مشاريع البلوكشين الجديدة، تظهر...

رواية مسموعة صوتية عجمية بين العرب

معروضة بمعارض عربية كثيرة على مدى اربع سنوات على التوالي 

هدية مجانية لعشاق الادب النظيف

رواية مسموعة صوتية بصوت جلال يوسف

بقلم فريد شقروني

 

 

✨ عجمية بين العرب – رواية الهوية والرحيل والرحمة

بقلم: فريد شقروني

ليست هذه الرواية مجرد حكاية امرأة أوروبية تعتنق الإسلام، ولا قصة رجل شرقي يقع في حب فتاة غربية. “عجمية بين العرب” ليست رواية عن الهجرة ولا عن الاختلاف، بل عن العمق الإنساني حين يتجاوز الحدود، الدين، اللغة، والمكان.

هي رواية الألم المستتر خلف الصور المثالية، وهي سيرة امرأة هولندية، من مدينة كاتفايك الساحلية، المدينة التي كانت وما تزال موطنًا للنصرانية المتجذّرة، محافظة في مزاجها، صارمة في أخلاقياتها، وتُخفي تحت بريق البحر والمراسي موروثًا دينيًا لا يسمح بالخروج عن النصّ. وُلدت ماريا وسط هذا الجو المحافظ، ابنة لأب كنسي، خادم مخلص للكنيسة ومثال للورع في مجتمع مغلق.

ماريا، منذ طفولتها، لم تكن كباقي أطفال كاتفايك. كانت كثيرة التساؤل، حائرة في مفاهيم الخطيئة والخلاص، غير مقتنعة بالإجابات الجاهزة التي يرددها والدها والكاهن. وبين أروقة الكنيسة وحصص التعليم الديني، نما داخلها شعور بالاختناق… لم تكن تكره الدين، بل كانت تشتاق إلى إيمانٍ حيّ، يروي قلبها، لا يكمّمه.

وفي سنّ المراهقة، وقعت في حبّ زميلها بيرت، الشاب الهولندي العادي، الذي لا يحمل همًّا دينيًا، ولا فكرًا فلسفيًا، لكنه كان بالنسبة لها مساحة للهروب من قبضة المجتمع. عاشا معًا خارج الزواج، وأنجبا ثلاث أطفال، وأثارا سخط العائلة، خاصة والدها الذي اعتبرها قد “دنّست الشرف العائلي” وتجاوزت “الخطوط الحمراء”. لكن ماريا، مثل آلاف النساء الأوروبيات، ردّت بجملة صارت مألوفة: “أنا حرة، أعيش كما أريد.”

 

ومع مرور السنوات، تكتشف ماريا أن بيرت ليس إلا رجلًا هشًّا، يعاني من إدمان صامت، ويغرق يومًا بعد يوم في الخمر والمخدرات، حتى انتهى به المطاف منتحرًا، بعد أن حاصرته الديون والمشاكل النفسية. وتبقى ماريا، وحدها، في مواجهة الأطفال الثلاثة الذين حملوها مسؤولية موت أبيهم. وبتدخل سلطات رعاية الأطفال الهولندية، تفقدهم واحدًا تلو الآخر، وتحرم من حضانتهم. هناك، في بلد الحريات، كانت تسقط من جديد ضحية لقوانين لا تعرف الرحمة.

تعمل ممرضة في مستشفى بمدينة ليدن، المدينة الجامعية العريقة، عاصمة العلم والفكر، لكن قلبها غارق في الوحدة. إلى أن يدخل حياتها حسن، أستاذ مغربي بسيط، مريض بسرطان في الأمعاء، خفيف الظلّ، كثير الحكي، يروي لها عن المغرب، عن طفولته، عن رائحة الكسكس، عن جدته التي تحفظ القرآن، وعن الحياة كما يعرفها المغاربة: بالرغم من الفقر، فهي مفعمة بالأمل.

تقع ماريا في حب حسن. ليس لأنه يملأ وحدتها فقط، بل لأنه يمنحها المعنى الذي ظلت تبحث عنه منذ سنين. يتزوجان، وتسافر معه إلى المغرب. وهناك تكتشف عالمًا مختلفًا كليًا: الأصالة، البساطة، التقاليد، دفء العلاقات، حلاوة الطفولة. تعيش في طنجة، مدينة الثقافات، وتندمج في الحياة اليومية: تتعلّم الدارجة بطلاقة، تعشق رائحة النعناع، تنبهر بالأسواق، وتحب الأذان الذي يصدح من مآذن المدينة. تقول في داخلها: “هنا قلبي عرف الراحة.”

ثم يُرزقان بطفل سمّياه مصطفى. كان جميلًا، مزيجًا آسرًا من الشقرة الهولندية وسمرة المتوسط. يتنقّل بين مدرسته المغربية وأحضان والدته التي تحرص على أن ينشأ متصالحًا مع ذاته. لكن القدر كان بانتظاره: يُصاب مصطفى بسرطان شرس وهو في عمر الزهور. ويموت، بعد أن أوصى والدته: “لا تدعي أحدًا يغتال هويتي.”

رحيل مصطفى كان بمثابة ضربة قاصمة. لكنه لم يكن النهاية. بعد فترة قصيرة، يُفجع حسن أيضًا، ويُفارق الحياة بعد أن حاول إصلاح العلاقة بين زوجته ماريا وأولادها الهولنديين، الذين رفضوا رؤيتها، ورفضوا حتى الحضور لجنازة والدهم البيولوجي.

تبقى ماريا وحيدة من جديد، هذه المرة ليست في كاتفايك، ولا في ليدن، بل في طنجة. لكنها لم تعد “العجمية” التائهة، بل المسلمة المؤمنة، التي وجدت في الإسلام سكنًا لروحها. تُسلم عن قناعة، لا عن زواج، ولا عن إكراه. ترتدي الحجاب، وتعيش بجوار قبري زوجها وابنها، وتجد في المقبرة أنسًا لم تجده بين الأحياء.

تموت ماريا كما كانت تتمنى: بين أناس أحبّوها، في أرض تبنّتها، وتُدفن في التراب المغربي كواحدة من بناته. أولادها الهولنديون لم يحضروا جنازتها… لكن طنجة كلها ودّعتها.


🕊️ ثيمات الرواية:

1. التحوّل الديني والروحي:

رحلة ماريا من التشكك في عقيدة إلى الإيمان بعقيدة أخرى، ليست انتصارًا للإسلام على المسيحية فقط، بل انتصار للبحث الصادق عن الحقيقة.

2. الهوية المركّبة:

كيف يمكن للإنسان أن ينتمي لأكثر من ثقافة، أكثر من لغة، وأكثر من وطن؟ مصطفى كان الجواب… وماريا كانت الجسر.

3. الأمومة المفجوعة:

ماريا لم تُفجع فقط بموت ولدها المغربي، بل أيضًا بجفاء أولادها الهولنديين، الذين أنكروها حيّة وميتة.

4. الحبّ العابر للحدود:

قصة حبّ ناضجة، ليست رومانسية حالمة، بل إنسانية صلبة، جمعت قلبًا هشًّا بروح دافئة، وخلقت بيتًا صغيرًا بين أمواج الحياة القاسية.

5. الموت كولادة جديدة:

في النهاية، الموت لم يكن النهاية، بل بداية الخلود. موت مصطفى، ثم حسن، ثم ماريا، هو تسلسل رمزي لانتصار المعنى على العبث، والإيمان على اليأس.


 

 

فريد شقروني
فريد شقرونيhttps://dutchblockchain.net
مرحبًا، أنا فريد ممن هولندا ، مهتم بعالم العملات الرقمية وتقنية البلوكشين، أشارك عبر هذه المنصة تحليلات، شروحات، وأخبار متجددة تهم كل من يسعى لفهم هذا المجال المتطور. أسعى لتقديم محتوى مبسّط وموثوق يساعد المبتدئين والمهتمين على بناء معرفة قوية بأساسيات العملات الرقمية، وأحدث الاتجاهات في السوق، من البيتكوين إلى مشاريع DeFi والـ NFTs. تابعني لتبقَ على اطلاع دائم بكل جديد في عالم الاقتصاد الرقمي.
التخطي إلى شريط الأدوات